تجدد حريق سنترال رمسيس: تطورات خطيرة وتحقيقات موسعة حول الأسباب والخسائر

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

تجدد حريق سنترال رمسيس وسط القاهرة

تجدد حريق سنترال رمسيس وسط القاهرةفي تطور مفاجئ للأحداث، اندلعت النيران من جديد في مبنى سنترال رمسيس، أحد أبرز المقرات التابعة للبنية التحتية لقطاع الاتصالات في وسط القاهرة، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة المصرية السيطرة على الحريق الأول.

سنترال رمسيس
سنترال رمسيس

وقد امتدت النيران هذه المرة إلى الملحق الخلفي للمبنى والمكون من خمسة طوابق، حيث أكدت مصادر أمنية أن الدور الخامس قد تعرض لأضرار جسيمة نتيجة شدة الاشتعال.

حريق سنترال رمسيس اليوم

في صباح 7 يوليو الجاري، اندلع حريق هائل داخل مبنى سنترال رمسيس المركزي الواقع في قلب العاصمة المصرية القاهرة، مخلّفًا سلسلة من الآثار الكارثية التي امتدت لتشمل قطاعات الاتصالات، والخدمات البنكية، والنقل، بل وحتى الرحلات الجوية، وسط حالة من الغضب والقلق الشعبي.

سبب حريق سنترال رمسيس

كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في مؤتمر صحفي ترأسه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، عن التفاصيل الدقيقة لانطلاق الحريق المدمر في سنترال رمسيس المركزي يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025، عند الساعة الخامسة مساءً.

وبحسب الوزير، اندلعت النيران في غرفة بالطابق السابع، لكن خطورة الحريق تعاظمت بسبب وجود مواسير تمر من خلالها كابلات التيار الكهربائي، ما ساعد في الانتقال السريع للنيران من غرفة إلى أخرى ومن طابق لآخر، بشكل تجاوز قدرة أنظمة الإطفاء الذاتي على المواجهة.

ملحمة رجال الحماية المدنية: إطفاء استمر لأكثر من 12 ساعة

في البداية، حاولت فرق الصيانة استخدام أنظمة الإطفاء الذاتي الداخلية، لكن اشتداد الحريق دفع إلى استدعاء قوات الحماية المدنية، التي خاضت معركة إطفاء استمرت لأكثر من 12 ساعة، وسط صعوبات كبيرة نتيجة سرعة انتقال النيران داخل البنية التحتية المغلقة والمعقدة للمبنى.

وقد وصف الوزير جهود رجال الإطفاء بأنها ملحمة بطولية، حيث عملوا على مدار ساعات طويلة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى منشآت مجاورة.

تأثر خدمات الاتصالات والتحويلات المالية دون انقطاع كامل

أوضح وزير الاتصالات أن الحريق لم يتسبب في انقطاع شامل للخدمات، لكنه أثر بشكل كبير على خدمات الاتصالات الأرضية، وخدمات التحويلات الرقمية، والتطبيقات المالية مثل Instapay، وأنظمة الدفع والمحافظ الإلكترونية مثل فوري، وكذلك بعض التحويلات البنكية.

لكن بفضل وجود شبكة متكاملة تضم أكثر من سنترال، لم تتوقف الخدمات كليًا، بل تم تحويل بعض الأحمال إلى سنترالات بديلة وفق خطة الطوارئ الموضوعة مسبقًا.

تفعيل الخطة (ب) ثم الخطة (ج): استبعاد سنترال رمسيس بالكامل

أكد الوزير أن الوزارة كانت مستعدة بـ خطة بديلة (ب) تم من خلالها تحويل جزء من الأحمال إلى سنترالات أخرى في الشبكة القومية للاتصالات. لكن مع تطور الموقف واتضاح أن سنترال رمسيس لن يعود للخدمة في وقت قريب، تم الانتقال إلى الخطة (ج)، والتي تضمنت استبعاد السنترال بالكامل من المنظومة المعلوماتية المصرية، وتحويل جميع الأحمال إلى نقاط بديلة.

موعد عودة الانترنت بعد حريق سنترال رمسيس

في أحدث تصريحاته بعد تجدد حريق سنترال رمسيس، عن عودة الانترنت جدد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التأكيد على أن سنترال رمسيس ليس وحده المسؤول عن إدارة منظومة الاتصالات في مصر، بل هو جزء من شبكة كبيرة تضم العديد من السنترالات ذات البنية المترابطة.

وقد أشار الوزير إلى أن البنية المعلوماتية المصرية أثبتت قدرتها على الاستيعاب خلال الأزمة، مستدلًا بارتفاع النشاط على منصات التواصل الاجتماعي وقت وقوع الحريق، حيث لم يحدث أي انقطاع في الإنترنت أو خدمات الاتصال الثابت والمحمول، ما يدل على أن المنظومة قادرة على العمل حتى مع غياب أحد مكوناتها الرئيسية.

منظومة الاتصالات المصرية: ازدواجية وتبادلية تحفظ استقرار الشبكة

أكد الوزير أن منظومة الاتصالات المصرية تعتمد على مبدأ:

  • الازدواجية (Redundancy): وجود بدائل في حالة فشل أحد المكونات.
  • التبادلية (Interchangeability): إمكانية تحويل الأحمال من مركز إلى آخر عند الحاجة.

وصرح بأن هذه المنظومة المعقدة تخدم نحو 120 مليون خط محمول وأكثر من 15 مليون خط منزلي، وتُعد واحدة من أكبر الشبكات في المنطقة، مشيرًا إلى أن نقل الأحمال بين السنترالات ليس أمرًا بسيطًا أو يتم بضغطة زر، بل يتطلب تسلسلًا تقنيًا دقيقًا وخبرة متخصصة.

الرد الفوري: تحويل الأحمال من سنترال رمسيس واستبعاده تدريجيًا

وفقًا للوزير، فإن الوزارة بدأت بالخطة (ب) بتحويل جزئي للأحمال إلى سنترالات أخرى بمجرد اندلاع الحريق، ثم انتقلت إلى الخطة (ج) بعد التأكد من أن سنترال رمسيس لن يعود إلى الخدمة في الوقت القريب، وتم استبعاده نهائيًا من شبكة التشغيل وتحويل كامل الأحمال إلى باقي المراكز.

استعادة الخدمات الرقمية والمالية: عودة كاملة للتطبيقات والمصارف

أعلن الوزير أن جميع الخدمات التي تأثرت بالحريق قد عادت إلى العمل بكامل طاقتها، وتشمل هذه الخدمات:

  • تطبيقات الدفع الإلكتروني مثل Instapay.
  • خدمات المحافظ الإلكترونية المرتبطة بالبنوك.
  • عمليات السحب والإيداع عبر ماكينات ATM.
  • خدمات بطاقات الخصم والائتمان.
  • أنظمة التحويلات البنكية وعمليات الدفع الإلكتروني على مستوى الجمهورية.

وأوضح أن الإجراءات الفنية التي تطلبها هذا التحول قد استغرقت بعض الوقت، لكنها تمت وفق آليات تضمن استمرارية الخدمة دون التأثير على المواطنين.

دروس مستفادة: أهمية البنية اللامركزية والجاهزية التقنية

هذا الحادث أكد على أهمية:

  • تصميم شبكة اتصالات لامركزية تستوعب الكوارث والأعطال.
  • وجود خطط بديلة مرنة تتناسب مع حجم الخدمات الحيوية.
  • تدريب الكوادر الفنية على التعامل مع الأزمات التقنية المعقدة.
  • استمرار تحديث البنية التحتية الرقمية لمواكبة التحديات.

خاتمة: استقرار الشبكة رغم الكارثة وتأكيد كفاءة الأداء

رغم ما سببه حريق سنترال رمسيس من خسائر بشرية ومادية، إلا أن الشبكة القومية للاتصالات أثبتت صلابتها ومرونتها التشغيلية، وهو ما يعكس جهود الدولة في بناء بنية تحتية معلوماتية تتحمل الأزمات وتستمر في تقديم الخدمات للمواطنين دون توقف.

تعليقات

عدد التعليقات : 0