بعد التهدئة.. هل تعود الحرب بين إيران وإسرائيل؟ الدور الأمريكي الخفي

+ حجم الخط -

شهدت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر فصول التوتر الجيوسياسي سخونة في عام 2025، مع اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل هددت بجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة. 

دور امريكا الخفي
هل تعود الحرب بين إيران وإسرائيل؟ الدور الأمريكي الخفي

وبينما تسود الآن حالة من الهدوء الحذر، تبقى التساؤلات قائمة: هل انتهى الصراع فعلاً؟ أم أن ما يحدث هو مجرد استراحة قبل مواجهة أعنف؟ وما هو الدور الحقيقي الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذا المشهد المعقّد؟

تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل

في الأسابيع الأولى من يونيو 2025، اندلعت سلسلة من الهجمات الجوية والصاروخية بين إيران وإسرائيل. بدأت إسرائيل بشنّ غارات على مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات على أهداف إسرائيلية.


أبرز مشاهد التصعيد:

  • ضربات جوية استهدفت منشأة نطنز النووية.
  • إطلاق أكثر من 100 صاروخ من إيران في يوم واحد.
  • تحذيرات دولية من انفجار واسع في المنطقة.

هذا التصعيد أثار مخاوف عالمية، خاصة أن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز، بينما استدعت إسرائيل قوات الاحتياط تحسباً لحرب شاملة.

بداية التهدئة: هدنة غير معلنة ولكن فعالة

في 16 يونيو 2025، وبوساطة دولية تقودها الولايات المتحدة، دخل الطرفان في هدنة غير رسمية أوقفت العمليات العسكرية المباشرة، دون توقيع أي اتفاق مكتوب. ورغم غياب الإعلان الرسمي، التزمت كلا الدولتين بعدم التصعيد خلال الأسابيع التالية.

أسباب التهدئة:

  1. ضغوط أميركية وأوروبية على الطرفين.
  2. الخوف من تفكك الجبهة الداخلية لدى كل من إيران وإسرائيل.
  3. خسائر اقتصادية هائلة للطرفين خلال أسبوعين فقط من المعارك.

لكن رغم هذا الهدوء، يرى مراقبون أن المشهد لا يشير إلى نهاية الحرب، بل إلى مرحلة مؤقتة لالتقاط الأنفاس.

الدور الأمريكي الخفي في الصراع

بينما ظهرت الولايات المتحدة بدور الوسيط الذي يسعى لتقليل التوتر، إلا أن الوقائع تشير إلى أنها كانت طرفاً رئيسياً في إدارة الصراع.

تدخل أميركي مباشر وغير مباشر:

  • تقديم الدعم الاستخباراتي لإسرائيل.
  • إرسال حاملات طائرات إلى الخليج.
  • تفعيل قنوات خلفية للتفاوض مع إيران عبر سلطنة عمان وقطر.

وبينما تُظهر واشنطن نفسها كـ "ضامن للسلام"، يعتقد محللون أن الولايات المتحدة تستغل التوتر لضبط توازنات القوى في المنطقة، دون الانخراط المباشر في الحرب.

هل تعود الحرب من جديد؟

رغم أن الهدنة مستمرة حتى لحظة كتابة هذا المقال، إلا أن التهديدات المتبادلة لم تتوقف. وهناك مؤشرات على أن الوضع قد ينفجر مجددًا في أي لحظة.

عوامل قد تؤدي إلى تجدد الحرب:

  • استئناف إيران تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية.
  • تنفيذ عملية اغتيال ضد مسؤول إيراني أو إسرائيلي.
  • أي هجوم جديد من حلفاء إيران مثل حزب الله أو الميليشيات العراقية.

الكل يترقّب، والسيناريوهات كثيرة… والهدنة قد لا تدوم طويلًا.

خلاصة: سلام هشّ في ظل برميل بارود

الهدوء القائم بين إيران وإسرائيل في الوقت الراهن ليس سلامًا حقيقياً، بل مجرد هدنة مؤقتة وسط حالة من الترقب والتوتر الإقليمي. أما الدور الأمريكي، فهو لا يزال محورياً في ضبط الإيقاع، سواء عبر الضغط أو الدعم غير المباشر.

ويبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام نهاية صراع… أم بداية فصل أكثر خطورة؟

كتابة تعليق