أسرار نصر أكتوبر 1973: روايات ضباط مصر وسوريا | Nasr October

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

نصر اكتوبر 1973 تاريخ لن ينساه العرب

حرب اكتوبر 1973

في ذكرى مرور 51 عاماً على حرب أكتوبر 1973: أسرار الحرب ومفاجآتها كما رواها ضباط من سوريا ومصر. تظل حرب أكتوبر 1973 واحدة من أكثر الحروب التي تحظى بإعجاب الشعوب العربية، ليس فقط لما حققته من انتصارات عسكرية، ولكن أيضاً لما أظهرته من تخطيط محكم وإرادة قوية لاستعادة الأرض والكرامة.

وفي هذه الذكرى، يتحدث ضباط شاركوا في الحرب من سوريا ومصر، كاشفين عن أسرارها وخفاياها، والتحديات التي واجهوها، والمفاجآت التي حملتها تلك المعركة التاريخية.


سوريا: سياسة الصبر الاستراتيجي وإعادة بناء الجيش

إعادة هيكلة الجيش والتدريب المكثف

بدأت سوريا، بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، في التخطيط لحرب أكتوبر 1973 بعد نكسة 1967، حيث كانت تركز على إعادة بناء الجيش وتجهيزه بأحدث الأسلحة والأنظمة.

العميد المتقاعد تركي الحسن، أحد الذين شاركوا في الحرب، أشار إلى أنّه كان للشعب السوري شرف المشاركة في تحرير الأرض والإرادة العربية.

وقال الحسن: "لقد تبنّت سوريا سياسة الصبر الاستراتيجي قبل الحرب، حيث كانت تعيد بناء قواتها وتدريبها بشكل مكثف. الانتقال من نظام الألوية العسكرية إلى الفرق وتزويد الجيش بالأسلحة المتطورة كان جزءاً من تلك الاستراتيجية."

وكانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على عنصر المفاجأة والتمويه في مواجهة العدو. على سبيل المثال، قبل الحرب بشهر، جرت معركة جوية فوق طرطوس وحمص سقط فيها 13 طائرة سورية، لكن رغم ذلك لم تستخدم سوريا صواريخها المضادة للطائرات، حتى تحتفظ بمفاجأتها لحرب أكتوبر.

مفاجآت حرب اكتوبر 1973: استخدام سوريا الصواريخ وتحرير مرصد جبل الشيخ

أحد أبرز المفاجآت التي شهدتها الحرب كانت قدرة الجيش السوري على تحييد الطيران الإسرائيلي باستخدام صواريخ الدفاع الجوي التي تم تدريب القوات عليها.

العميد المتقاعد أكد أنّ امتلاك التقنية والجاهزية العالية كانت حاسمة في تحقيق هذا النجاح, أما المفاجأة الأخرى فتمثلت في عملية تحرير مرصد جبل الشيخ، وهو واحد من أهم المواقع الإسرائيلية المحصنة.

هذه العملية تم تنفيذها بأسلوب مركب، حيث تم تنفيذ إنزال رأسي على الموقع بالتزامن مع اقتحام قوات المشاة، مما سمح بتحريره خلال ساعات قليلة فقط.

التمويه والسرية العسكرية: مفاتيح النجاح السوري

اللواء المتقاعد محمد عباس، الذي شارك في الحرب على الجبهة الساحلية، روى تفاصيل التحضيرات التي قادتها سوريا، مشيراً إلى أهمية السرية والتمويه العسكري.

رغم أن إسرائيل كانت قد اكتشفت بعض التحضيرات من خلال مراقبتها لمراصد جبل الشيخ وتل الفرس، إلا أنها كانت تعتقد أن التحضيرات السورية تقتصر على الدفاع، دون أن تتوقع هجوماً كبيراً.

وأضاف عباس أن التدريب البدني والنفسي والعقائدي للجنود كان من أهم أسباب النجاح، حيث كان الجيش السوري يتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة والتدريب. كما كان الدعم العربي والدولي لسوريا ومصر أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت في تحقيق هذا الانتصار الكبير.

الاجتماع الأخطر في تاريخ مصر: قرار الحرب

من جانبه، كشف اللواء المصري المتقاعد صفوت الزيات عن تفاصيل "الاجتماع الأخطر" الذي جرى في 24 أكتوبر 1972، حيث أبلغ الرئيس الراحل أنور السادات القيادات العسكرية العليا بقراره خوض الحرب مع إسرائيل، على الرغم من عدم اكتمال الجاهزية القتالية بشكل كامل.

كان لدى السادات عدة هواجس ورأى أن الوضع أصبح يتطلب الحرب لإعادة الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. ورغم تحفّظ بعض القيادات العسكرية المصرية في ذلك الوقت، إلا أن السادات كان مصمماً على تنفيذ قراره.

أسباب نجاح حرب أكتوبر: التخطيط الدقيق والدعم العربي

أجمع الضباط السوريون والمصريون الذين شاركوا في الحرب على أن التخطيط الدقيق والواقعية في التنفيذ كانت من أهم أسباب النجاح.

اللواء محمد عباس أشار إلى أن الحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت نتاجاً لتضامن عربي واسع، حيث قدمت العديد من الدول العربية مساعدات لوجستية ومالية وعسكرية لمصر وسوريا.

كما أكد اللواء السوري على أهمية الوحدة العربية في تلك المرحلة، ودورها الحاسم في تغيير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة، حيث أصبحت الحرب رمزاً للتضامن العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي.

حرب أكتوبر: تغيير جيوستراتيجي واستمرار النضال العربي

كانت حرب أكتوبر نقطة تحول كبرى في المنطقة، حيث أثرت على السياسات الإقليمية والدولية. لكن على الرغم من الانتصار العسكري، فإن التحديات استمرت بعد الحرب، مثل توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو التي أثرت على الموقف العربي الموحد.

ويشير اللواء محمد عباس إلى أن سوريا، على الرغم من كل الضغوط التي تعرضت لها، حافظت على موقفها المتمسك بحقوقها. اليوم، تواجه سوريا تحديات أخرى، لكن الروح التي كانت وراء نصر أكتوبر ما زالت حاضرة في تصميمها على الحفاظ على سيادتها.

خاتمة: الدروس المستفادة من حرب أكتوبر

في ذكرى مرور 51 عاماً على حرب أكتوبر، يمكن استخلاص العديد من الدروس من هذه الحرب التاريخية. التخطيط المحكم، الاستعداد النفسي والجسدي، والدعم العربي المتواصل كانت من بين العوامل التي جعلت هذه الحرب ناجحة. كما أن السرية والتمويه الاستراتيجي لعبا دوراً محورياً في تحقيق عنصر المفاجأة.

في الوقت الحالي، ما زال التضامن العربي أمراً حيوياً لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة. الوحدة في المواقف والسياسات تظل الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار والأمان في المستقبل.

تعليقات

عدد التعليقات : 0