مشروع منخفض القطارة.. لماذا تخشاه إسرائيل؟
في قلب الصحراء الغربية المصرية، يظهر "مشروع منخفض القطارة" كواحد من أكثر المشاريع الطموحة التي قد تغيّر مستقبل مصر اقتصاديًا وبيئيًا وحتى استراتيجيًا.
![]() |
مشروع منخفض القطارة ولماذا تخشاه إسرائيل |
هذا المشروع العملاق أثار اهتمام الصحافة الإسرائيلية مؤخرًا، ليس إعجابًا به، بل خوفًا من تأثيره، ووصفته بعض المقالات بـ"المستنقع السام".
لكن هل هذا المشروع فعلًا مدمّر كما تدّعي إسرائيل؟ أم أنه مستقبل مصر الجديد الذي يبعث الأمل ويزعج الخصوم؟
أين يقع منخفض القطارة؟
منخفض القطارة يقع في الصحراء الغربية، جنوب غرب مدينة الإسكندرية، ويُعد من أكبر المنخفضات الطبيعية في العالم.
تصل مساحته إلى أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع، بينما ينخفض مستواه إلى 133 مترًا تحت سطح البحر.
هذه الطبيعة الجغرافية تجعله مثاليًا لإنشاء مشروع ضخم يعتمد على فرق المنسوب.
ما فكرة مشروع منخفض القطارة؟
تعتمد الفكرة على جلب مياه البحر المتوسط إلى داخل المنخفض، عبر قناة أو نفق يمتد لمسافة تصل إلى 80 كيلومترًا تقريبًا. عند دخول المياه، وبسبب فرق الارتفاع الكبير، يمكن توليد الكهرباء باستخدام توربينات ضخمة، تمامًا كما يحدث في محطات الطاقة الكهرومائية.
لكن المدهش في المشروع أنه لا يقتصر على إنتاج الكهرباء فقط، بل سيخلق بحيرة صناعية ضخمة تؤثر على المناخ المحلي، وتفتح الباب أمام تنمية عمرانية وزراعية وسياحية هائلة.
أهمية المشروع لمصر
- توليد طاقة نظيفة: المشروع يمكنه توليد ما يصل إلى 2000 ميجاوات من الكهرباء، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- تنمية الصحراء: وجود بحيرة صناعية سيحول الصحراء إلى منطقة جاذبة للسكان والزراعة والاستثمار.
- حل لمشكلة التكدس السكاني: من خلال إنشاء مدن سكنية جديدة بعيدًا عن الدلتا والقاهرة.
- تنشيط السياحة: البحيرة الجديدة يمكن أن تكون وجهة سياحية جديدة.
- تحسين المناخ المحلي: من خلال رفع مستوى الرطوبة وتقليل التصحر.
لماذا تعارض إسرائيل المشروع؟
الصحافة الإسرائيلية وصفت المشروع بـ"الخطير بيئيًا"، وادعت أن البحيرة ستتحول إلى مستنقع مالح يهدد المياه الجوفية والتوازن البيئي. لكن الحقيقة أن هناك أسبابًا سياسية أعمق خلف هذا القلق:
- نجاح المشروع يعني زيادة نفوذ مصر في المنطقة.
- تحويل الصحراء إلى منطقة مزدهرة يهدد ميزان القوى الإقليمي.
- مصر قد تصبح مركزًا للطاقة في الشرق الأوسط.
بمعنى آخر، تخشى إسرائيل من نهضة مصر لا من البيئة.
هل المشروع مضر بالبيئة فعلًا؟
الرد المصري كان واضحًا: المشروع تم وضعه بعد دراسات بيئية دقيقة، وكل الخطط تعتمد على أنظمة معالجة طبيعية تمنع تسرب المياه المالحة أو التأثير على المياه الجوفية. بل إن المشروع يعتبر من أكثر المشاريع صداقة للبيئة لأنه يعتمد على الطاقة المتجددة ولا ينتج أي انبعاثات ضارة.
في أي مرحلة المشروع الآن؟
حتى اللحظة، لا يزال المشروع في مرحلة الدراسات الفنية، وهناك اهتمام كبير من الحكومة المصرية لتسريع التنفيذ. يتم حاليًا التواصل مع مستثمرين دوليين وشركات عالمية للمشاركة في تمويل المشروع وتنفيذه.
كم تبلغ تكلفة المشروع؟
تشير التقديرات إلى أن المشروع قد يكلف ما يزيد عن 30 مليار جنيه مصري. لكن مع الفوائد المتوقعة، يُعد استثمارًا طويل المدى يحقق عائدًا اقتصاديًا وتنمويًا ضخمًا.
هل توجد مشاريع مشابهة؟
نعم، هناك مشاريع مشابهة مثل:
- مشروع البحرين (الميت والأحمر) بين الأردن وإسرائيل.
- قناة بنما التي ربطت محيطين وغيّرت وجه التجارة العالمية.
- مشروع النهر الصناعي العظيم في ليبيا.
كلها مشاريع ضخمة غيّرت شكل الدول التي نفذتها، وقد يكون منخفض القطارة هو المشروع الذي يغير شكل مصر.
ماذا يستفيد المواطن من هذا المشروع؟
- فرص عمل ضخمة في البناء، والصيانة، والسياحة، والطاقة.
- سكن في مناطق جديدة أقل ازدحامًا.
- خدمات أفضل في بيئة حديثة.
- فرص استثمارية للمزارعين، والصناعيين، وأصحاب المشاريع الصغيرة.
هل يمكن أن يتحول المشروع إلى حقيقة؟
نعم، وخاصة في ظل وجود الإرادة السياسية، والدعم الشعبي، ورغبة مصر في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة. كما أن اهتمام الصحافة الإسرائيلية هو أكبر دليل على جدية المشروع، لأن الدول لا تخشى المشاريع الضعيفة، بل فقط تلك التي تحمل فرصًا للنجاح.
خاتمة
مشروع منخفض القطارة ليس مجرد حلم هندسي، بل مشروع وطني يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة للتنمية، ويعيد رسم الخريطة السكانية، ويضع مصر في مكانة مختلفة تمامًا.
قد تكون الصحراء الغربية اليوم منطقة مهجورة، لكنها غدًا قد تصبح مركزًا للطاقة والحياة.
وإذا كانت إسرائيل قلقة، فربما هذا هو أفضل دليل على أن مصر تسير في الطريق الصحيح.
الأسئلة الشائعة
1. هل تم تنفيذ المشروع؟
حتى الآن لا، لكنه في مرحلة الدراسات وخطط التنفيذ الجادة.
2. هل سيؤثر على البيئة؟
العكس تمامًا، فهو مشروع صديق للبيئة يهدف لتحسين المناخ المحلي.
3. هل سيتم بناء مدن حول البحيرة؟
نعم، هناك خطط لإنشاء مجتمعات عمرانية حديثة.
4. ما أهم فوائد المشروع؟
توليد كهرباء نظيفة، خلق فرص عمل، تحسين البيئة، وتنمية الصحراء.
5. لماذا يقلق المشروع إسرائيل؟
لأنه يعزز من قوة مصر الاقتصادية والإقليمية، ويضعف نفوذ إسرائيل.