مصر ترفض المشاركة في مناورة عسكرية بالجزائر بسبب البوليساريو: الدلالات والتداعيات

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

قرار مصري مفاجئ يثير التساؤلات

في خطوة غير متوقعة، رفضت جمهورية مصر العربية دعوة رسمية من الجزائر للمشاركة في مناورة عسكرية إقليمية تشرف عليها لجنة دفاع منطقة شمال إفريقيا (NARC)، والمقررة في الفترة من 21 إلى 27 مايو 2025 على الأراضي الجزائرية.

مصر ترفض المشاركة في مناورة عسكرية بالجزائر

لكن ما أثار الجدل حول هذه المناورة، لم يكن فقط توقيتها الحساس، بل أيضًا مشاركة جبهة البوليساريو، والتي تعتبرها مصر وعدد من الدول، وعلى رأسها المغرب، تنظيمًا انفصاليًا مسلحًا لا يجوز إشراكه في أي نشاط عسكري رسمي.

البوليساريو: عنصر توتر في مناورات NARC

الرفض المصري جاء على خلفية دعوة البوليساريو للمشاركة، وهو ما اعتُبر بمثابة تغيير نوعي في الموقف المصري، خاصة أن القاهرة شاركت سابقًا في اجتماعات لجنة NARC في عام 2023، رغم حضور الجبهة آنذاك.

لكن التطور الجديد يشير إلى أن السياسة المصرية أصبحت أكثر دقة في التعامل مع الملفات الإقليمية الحساسة، خصوصًا تلك المرتبطة بالقضايا المغاربية، وتحركات الجهات الانفصالية في شمال إفريقيا.


تقارب مصري مغربي في ظل التوتر الإقليمي

بحسب تصريح لمصدر أمني مغربي نقلته منصة "Yabiladi"، فإن القرار المصري يعكس تقاربًا استراتيجيًا متناميًا مع المغرب، خصوصًا فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية والدعم المتزايد للمقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للمنطقة.

ويُذكر أن هذه الخطوة المصرية تأتي وسط تصاعد التوتر بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، الحليف الوثيق لمصر، ما قد يعكس أبعادًا دبلوماسية أوسع تتجاوز مجرد التمرين العسكري.

الجزائر ومناورات NARC: رسائل إقليمية

الجزائر، التي تتولى حاليًا رئاسة لجنة NARC، أعلنت في اجتماع أفريقي في العاصمة الغانية أكرا بتاريخ 21 يوليو 2024، نيتها تنظيم مناورة عسكرية واسعة ضمن جهود تعزيز التعاون الدفاعي في القارة. غير أن الرفض المصري يوجه رسالة واضحة إلى الجزائر والمنطقة مفادها أن القاهرة لا تقبل إشراك أطراف انفصالية في العمل العسكري المشترك.

دلالات سياسية وأمنية للرفض المصري

هذا الرفض لا يمكن قراءته في سياق عابر، بل يعكس إعادة تموضع دبلوماسي واستراتيجي مصري في شمال إفريقيا، ويؤشر إلى إعادة تقييم للعلاقات والمواقف تجاه بعض القوى المغاربية.

كما يشير إلى أن مصر أصبحت تتبنى سياسة خارجية ترتكز على تحالفات مستقرة وواضحة، وتبتعد عن أي مشاركة قد تُفهم كموافقة ضمنية على أجندات انفصالية، في وقت يشهد فيه الملف المغربي ـ الصحراوي دعمًا دوليًا متزايدًا لصالح الطرح المغربي.

هل يُعيد الموقف المصري رسم خريطة التحالفات في شمال إفريقيا؟

يبقى السؤال الأهم الآن: هل يعكس هذا القرار بداية تحالفات جديدة في شمال إفريقيا؟ وهل نحن أمام إعادة رسم للتوازنات الأمنية والعسكرية في المنطقة؟

قد تحمل الأسابيع المقبلة مزيدًا من المؤشرات، لكن ما هو مؤكد أن الموقف المصري الأخير يعبّر عن رسالة سياسية حاسمة، مفادها أن مصر ترفض الانخراط في أي تحركات قد تمنح شرعية ضمنية لجبهة البوليساريو، تحت مظلة التعاون العسكري الإقليمي.

خاتمة

الموقف المصري من مناورات الجزائر العسكرية ليس مجرد رفض تقني، بل قرار سيادي يحمل أبعادًا استراتيجية. هو تحرك محسوب بدقة ينسجم مع رؤية القاهرة للأمن القومي العربي، ويُعيد رسم ملامح الاصطفافات السياسية والعسكرية في شمال إفريقيا.

هل ترى أن هذا القرار سيعزز الاستقرار في المنطقة؟ أم أنه سيفتح بابًا لتوترات جديدة؟
شاركنا رأيك.

تعليقات

عدد التعليقات : 0