السيناريو المتوقع في الشرق الأوسط بعد فوز ترامب: عودة سياسة "الضغوط القصوى" على إيران, فوز دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض قد يشكل نقطة تحول جديدة في سياسات الشرق الأوسط، مع احتمال كبير لاستئناف نهج "الضغوط القصوى" على إيران.
يُتوقع أن تُعاد فرض العقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى كبح تطلعات إيران النووية والصاروخية، وهو ما يعيد الأجواء إلى ما كانت عليه خلال فترته الرئاسية السابقة.
من المرجح أن تركز هذه العقوبات على قطاعات النفط والطاقة والقطاع المالي، مما يؤدي إلى تضييق الخناق على صادرات إيران ومواردها المالية الحيوية. مثل هذه الإجراءات قد تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني، وتجدد التوترات الإقليمية في ظل صراع النفوذ بين القوى الكبرى في المنطقة.
بناء تحالف دولي ضد إيران
قد يسعى ترامب لبناء تحالف يضم دول الخليج وإسرائيل لمواجهة النفوذ الإيراني، وهو ما قد يضمن له دعمًا أكبر من دول أخرى ترغب في كبح جماح إيران إقليمياً.
بناء هذا التحالف سيسهم في زيادة عزلة إيران دولياً وتضييق الخناق عليها اقتصاديًا وسياسيًا.
زيادة مخاطر التصعيد العسكري
إن تصعيد العقوبات قد يؤدي إلى زيادة التوترات العسكرية في المنطقة، حيث يمكن أن تنخرط إيران في ردود أفعال تتسم بالمخاطر، من شأنها تهديد أمن المنطقة بأكملها.
كما أن الضغوط المتزايدة قد تزيد احتمالات المواجهة المباشرة، مما يستدعي حذراً كبيراً للحفاظ على الاستقرار.
توسيع "اتفاقيات أبراهام" وزيادة التطبيع مع إسرائيل
دعم قوي للتطبيع العربي الإسرائيلي
من المتوقع أن يدعم ترامب بقوة توسيع "اتفاقيات أبراهام"، التي شهدت تطبيعاً تاريخياً بين إسرائيل ودول عربية خلال ولايته الأولى.
هذا التوجه يعكس سياسة ترامب الرامية لتعزيز التعاون الإقليمي من أجل خلق جبهة مشتركة ضد التهديدات الإقليمية.
إشراك دول جديدة في مسار التطبيع
قد يحاول ترامب إقناع المزيد من الدول العربية، خصوصًا من شمال إفريقيا ومنطقة الخليج، بالانضمام إلى مسار التطبيع مع إسرائيل، وهو ما سيعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.
هذا الاتجاه يمكن أن يوفر للدول العربية فرصًا اقتصادية وتجارية مع إسرائيل، ويخفف من حدة النزاعات التاريخية.
تداعيات التطبيع على القضية الفلسطينية
رغم المكاسب الاقتصادية والسياسية التي قد تحققها بعض الدول من التطبيع، إلا أن هذا قد يزيد من تهميش القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
حيث يرى بعض المحللين أن التطبيع قد يدفع بالقضية الفلسطينية إلى خلفية المشهد الإقليمي، مما سيعقد إمكانية الوصول إلى تسوية سلمية شاملة.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع السعودية ودول الخليج
تعزيز التعاون الدفاعي والأمني
ترامب يعتبر السعودية والإمارات شريكين استراتيجيين في المنطقة، لذا من المتوقع أن يعزز التعاون الدفاعي مع هذه الدول، خاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية.
قد نشهد توقيع اتفاقيات جديدة لدعم القدرات الدفاعية لدول الخليج، بما يسهم في حماية مصالحها من أي تهديدات.
توسيع التعاون في مجال الطاقة
فيما يخص قطاع الطاقة، من المتوقع أن تدعم إدارة ترامب صادرات النفط الخليجي، خاصة في ظل سعيه للحد من النفوذ الإيراني في سوق النفط العالمي. هذا التوجه قد يعزز مكانة دول الخليج كمصدرين رئيسيين للطاقة، مما يساهم في تعزيز اقتصاداتها.
دعم التحالفات الإقليمية ضد التهديدات الإيرانية
قد يسعى ترامب لتشكيل تحالفات إقليمية تضم السعودية والإمارات ودول أخرى بهدف تقوية موقفها في مواجهة إيران. هذا التعاون سيشكل قوة ردع للنفوذ الإيراني، وقد يساهم في تحقيق استقرار أكبر لدول الخليج.
تأثير سياسات ترامب على الوضع في سوريا والعراق
تكثيف الضغوط للحد من النفوذ الإيراني
يُتوقع أن يركز ترامب على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والعراق، وقد يدعم جهود القوات المحلية المعارضة للنظام السوري، مما سيعزز محاولات تقييد النفوذ الإيراني في تلك المناطق.
هذا الدعم قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى العسكرية والسياسية في سوريا والعراق.
التعاون مع تركيا في مواجهة الجماعات المسلحة
بناء علاقات أقوى مع تركيا قد يكون جزءًا من استراتيجيته لاحتواء النفوذ الإيراني في سوريا والعراق. هذا التعاون يمكن أن يؤدي إلى تحالفات جديدة بين الطرفين، إلا أن التقارب التركي الأمريكي قد يثير تساؤلات حول استقرار العلاقات مع حلفاء آخرين.
تأثير السياسات على مصير الأكراد
سياسات ترامب قد تثير مخاوف الأكراد في سوريا والعراق، خصوصاً بعد قراراته السابقة التي تسببت في قلق واسع في الأوساط الكردية. ومع هذا، قد يسعى الأكراد إلى تكييف أوضاعهم السياسية لضمان استقرارهم في ظل التحالفات الجديدة.
القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام
عدم الاهتمام بالمطالب الفلسطينية
في ضوء سياسته السابقة، من غير المرجح أن يُعير ترامب المطالب الفلسطينية اهتمامًا كبيرًا. قد يستمر في ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية لقبول تسوية لا تلبي طموحاتهم بشكل كامل، وهو ما سيزيد من تعقيد موقفهم.
القدس عاصمة لإسرائيل
من المحتمل أن يعيد ترامب التأكيد على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي قد يزيد من توتر العلاقات مع الفلسطينيين ويزيد من حدة الصراع في المنطقة. هذا التوجه قد يواجه معارضة شديدة من قبل الفلسطينيين، ويزيد من فرص حدوث مواجهات.
تراجع فرص حل الدولتين
من المحتمل أن تتراجع فرص تحقيق حل الدولتين تحت إدارة ترامب، مما قد يؤدي إلى تصاعد الغضب الشعبي في الأراضي الفلسطينية. هذه التطورات قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر وتجعل الحل السلمي أمراً بعيد المنال.
تأثير سياسات ترامب على مستقبل الشرق الأوسط
قد تساهم عودة ترامب إلى البيت الأبيض في إحداث تغييرات واسعة النطاق على الساحة الإقليمية، تتراوح بين توترات عسكرية محتملة، وتغيير في ميزان القوى بفعل التحالفات الجديدة.
بينما قد تجد بعض الدول فرصًا للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة، ستواجه دول أخرى تحديات تتطلب إستراتيجيات دقيقة لتجنب تأثيرات سلبية على استقرار المنطقة
إرسال تعليق