مصر تعيد إحياء مشروع ربط منخفض القطارة لتحويله إلى أكبر بحيرة صناعية في العالم

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

مشروع ربط نهر النيل بمنخفض القطارة: أضخم مشروع مائي في العالم

مشروع ربط نهر النيل بمنخفض القطارة يعتبر من أكبر وأضخم المشاريع المائية في تاريخ مصر، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على التنمية الاقتصادية والبيئية للبلاد.

Connecting the Nile River to the Qattara Depression

لطالما كان هذا المشروع محط اهتمام العديد من الحكومات والخبراء عبر العصور، ولم تتمكن أي جهة حتى الآن من تنفيذه بالكامل بسبب ضخامة تكلفته وتعقيدات تنفيذه.

ما هو مشروع ربط نهر النيل بمنخفض القطارة؟

مشروع ربط منخفض القطارة بالبحر المتوسط، أو حتى بالنيل، يتمحور حول إنشاء قنوات مائية لتغذية المنخفض الضخم بمياه البحر أو النيل، بهدف تحويله إلى بحيرة صناعية ضخمة يمكن استخدامها لتوليد الطاقة النظيفة وتطوير مشاريع زراعية وصناعية وسياحية.

منخفض القطارة، الذي يقع في الصحراء الغربية المصرية بمحافظة مطروح، يمتاز بمساحة هائلة تصل إلى 20,000 كيلومتر مربع، وينخفض عن مستوى سطح البحر بنحو 60 مترًا، مما يجعله مناسبًا لتخزين كميات ضخمة من المياه.


تاريخ المشروع والفكرة الأصلية

تعود فكرة استغلال منخفض القطارة إلى عام 1912، عندما طرحها عالم الجغرافيا الألماني "ألبرت بينك" لأول مرة، وتلاها دراسة أخرى قدمها البروفيسور البريطاني "جون بول" في عام 1927.

الفكرة كانت قائمة على تحويل المنخفض إلى مصدر للطاقة النظيفة باستخدام التوربينات لتوليد الكهرباء من المياه المتدفقة من البحر المتوسط.

في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم طرح الفكرة مرة أخرى عام 1957، لكن الحكومة المصرية قررت حينها التركيز على بناء السد العالي.

لاحقًا، تم إعادة طرح المشروع في عهد الرئيس السادات، ثم مرة أخرى في عهد الرئيس حسني مبارك، لكن التكلفة الهائلة للمشروع حالت دون تنفيذه.

كيف يمكن للمشروع أن يكون مفيدًا لمصر؟

1. توليد الطاقة النظيفة:

من أهم فوائد المشروع هو توليد الطاقة الكهرومائية، حيث ستعمل المياه المتدفقة من البحر المتوسط على تشغيل التوربينات لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء. ويقدر أن المشروع في مراحله الأولى قد يولد حوالي 670 ميجا وات، مع إمكانية رفعها في المستقبل إلى أكثر من 4000 ميجا وات.

2. تحسين المناخ وزيادة هطول الأمطار:

من خلال تبخر كميات ضخمة من المياه المتجمعة في المنخفض، يمكن أن يحدث تبريد طبيعي، ما يؤدي إلى زيادة احتمالية هطول الأمطار في المناطق المحيطة بالمنخفض، والتي يمكن استغلالها في تحسين مشاريع الري والزراعة.

3. تطوير الزراعة والصناعة:

بجانب الطاقة النظيفة، سيوفر المشروع مصادر مياه إضافية، سواء من خلال هطول الأمطار أو تحلية مياه البحر، لدعم مشاريع زراعية وصناعية ضخمة في المنطقة. الأراضي المحيطة بالمنخفض قد تتحول إلى مركز للزراعة، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء.

4. الاستفادة من الثروة السمكية:

تحويل المنخفض إلى بحيرة صناعية سيتيح لمصر فرصة استغلالها لتربية الأسماك، مما سيعزز من إنتاج الثروة السمكية ويوفر فرص عمل جديدة في هذا القطاع.

5. دعم السياحة:

وجود بحيرة ضخمة في منطقة صحراوية مع إمكانية إنشاء منتجعات سياحية ومراكز ترفيهية حولها سيكون عنصر جذب سياحي هام، مما سيزيد من إيرادات قطاع السياحة ويوفر المزيد من فرص العمل.

عقبات تنفيذ المشروع

1. التكلفة الضخمة:

أحد أكبر التحديات التي واجهت المشروع في الماضي ولا تزال تواجهه هو التكلفة العالية للتنفيذ. بناء القنوات أو الأنفاق اللازمة لنقل المياه من البحر المتوسط أو النيل إلى المنخفض يتطلب استثمارات ضخمة.

2. مشكلة التربة:

التربة في منطقة المنخفض تعتبر عالية المسامية، مما يعني أن المياه التي ستملأ المنخفض قد تتسرب إلى خزان المياه الجوفي. هذه المشكلة يمكن أن تؤثر سلبًا على نوعية الأراضي الزراعية المحيطة بالمنخفض وتزيد من ملوحتها.

3. الألغام والأراضي الصخرية:

المنطقة المحيطة بمنخفض القطارة لا تزال تحتوي على عدد كبير من الألغام التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى أن التضاريس الصخرية الصعبة في بعض المناطق قد تجعل الحفر وبناء القنوات أكثر تعقيدًا وتكلفة.

4. التأثير البيئي:

هناك مخاوف من التأثير البيئي لمثل هذا المشروع، خاصة فيما يتعلق بالتوازن البيئي بين مياه النيل والبحر المتوسط، وكذلك التأثيرات المحتملة على البحيرات الجوفية.

إحياء الفكرة اليوم: لماذا الآن؟

على الرغم من رفض المشروع في الماضي بسبب التكلفة والمعوقات الفنية، إلا أن التطورات الحديثة في التكنولوجيا والهندسة قد تعيد إحياء الأمل في تنفيذ المشروع. في عام 2023، أعلنت شركة "إيجيبت للاستشارات" عن توقيع اتفاق مع شركة "إليت كابيتال" لإجراء دراسة جدوى جديدة للمشروع باستخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات الحفر، مما قد يقلل من التكلفة ويسهم في تجاوز بعض العقبات الفنية السابقة.

ماذا عن الاستثمارات الإماراتية في رأس الحكمة؟

على الرغم من الشائعات بأن مشروع ربط منخفض القطارة مرتبط بمشاريع التنمية في رأس الحكمة، إلا أن الحقيقة هي أن المشروع كان مطروحًا قبل الإعلان عن استثمارات رأس الحكمة. ومع ذلك، من المتوقع أن يساهم المشروع بشكل كبير في دعم مشاريع التنمية في تلك المنطقة إذا تم تنفيذه.

الآفاق المستقبلية للمشروع

إذا تم تنفيذ مشروع ربط منخفض القطارة بنجاح، فإنه قد يحول المنطقة إلى واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في مصر. الفوائد المحتملة تشمل توليد كميات ضخمة من الطاقة النظيفة، وتحسين المناخ في المنطقة المحيطة، ودعم قطاعي الزراعة والصناعة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي بشكل عام.

الأسئلة الشائعة حول مشروع ربط نهر النيل بمنخفض القطارة

1. هل المشروع قابل للتنفيذ اليوم؟ نعم، مع التطورات الحديثة في التكنولوجيا والتعاون مع شركات عالمية، يمكن أن يكون المشروع قابلًا للتنفيذ، خاصة مع وجود دراسات جدوى حديثة.

2. ما هي الفوائد الرئيسية للمشروع؟ توليد الطاقة الكهرومائية، تحسين المناخ وزيادة هطول الأمطار، دعم الزراعة والصناعة، تعزيز الثروة السمكية والسياحة.

3. ما هي العقبات التي تواجه المشروع؟ التكلفة العالية، مشكلة التربة المسامية، وجود الألغام، والتأثيرات البيئية المحتملة.

4. هل المشروع مرتبط باستثمارات رأس الحكمة؟ المشروع مفيد لتنمية المنطقة لكنه ليس مرتبطًا بشكل مباشر باستثمارات رأس الحكمة.

5. هل يمكن أن يؤثر المشروع على دلتا النيل؟ قد يؤثر إذا تم استخدام مياه نهر النيل بشكل غير متوازن، لكن الدراسات تهدف إلى تقليل أي تأثيرات بيئية سلبية.

6. متى يمكن أن يبدأ تنفيذ المشروع؟ حاليًا، يتم دراسة المشروع مجددًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومن المتوقع أن يستغرق التنفيذ عدة سنوات بعد انتهاء الدراسات.

ختامًا، مشروع ربط منخفض القطارة بنهر النيل أو البحر المتوسط يعد خطوة كبيرة نحو مستقبل مصر المائي والاقتصادي. إذا تم تنفيذ المشروع بشكل صحيح، فقد يحول البلاد إلى مركز إقليمي للطاقة والتنمية الاقتصادية.

تعليقات

عدد التعليقات : 0