أزمة سد النهضة: هل اقتربت لحظة الحسم بين مصر وإثيوبيا؟

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

ماذا تريد مصر من إثيوبيا؟ هل نحن على وشك الدخول في حرب مع إثيوبيا؟



هذا سؤال مطروح، لنفهم ما يحدث لأن الوضع في إثيوبيا خطير للغاية. الأوضاع هناك مشتعلة، حيث تم قتل 100 جندي من الجيش الإثيوبي. ولكن كيف حدث ذلك؟ وهل كان الجيش المصري هو من قتلهم؟ الإجابة لا، فالجيش المصري ليس طرفاً في هذه الحرب.

من هم الأمهرة؟

الأمهرة هي ثاني أكبر قومية في إثيوبيا. هذه القومية أعلنت عن مقتل 100 جندي من الجيش الإثيوبي الوطني، ويبدو أن الكثير لا يفهم من هم هؤلاء. الأمهرة هم إثيوبيون، وليسوا من دولة أخرى. ويبدو أنهم فخورون بقتل هؤلاء الجنود، وهذا يعكس الصورة الحقيقية لإثيوبيا التي تعيش في حالة حرب أهلية مستمرة.



جيش الأمهرة، أو ما يعرف بـ "قوات الفانو"، فرض سيطرته على الحدود السودانية الإثيوبية. لكن لنلقي نظرة سريعة على الوضع: الجيش المصري متواجد في الصومال بالقرب من حدود إثيوبيا، بينما الجيش الإثيوبي يقاتل جماعات إثيوبية أخرى، مما أسفر عن مقتل 100 جندي في يوم واحد.

المشهد المعقد في إثيوبيا

لنفهم القصة أكثر: الجيش الإثيوبي كان يقاتل قوات التيغراي في الماضي، ولكن بعد فترة قررت مليشيات الأمهرة ترك الجيش الإثيوبي والتحالف مع قوى أخرى. هذا يوضح أن إثيوبيا تعيش في حالة من الفوضى المستمرة، حيث تتحالف الحكومة المركزية مع مليشيات داخل الدولة ضد أخرى.

الحكومة الإثيوبية والتحركات العسكرية

في خطوة لافتة، قام رئيس الأركان الإثيوبي، برهان، بجمع الجيش وتوجه إلى شرق إثيوبيا، حيث أقام احتفالاً كبيراً بمناسبة تأسيس الجيش في تلك المنطقة. هذا الاحتفال كان بمثابة استعراض للقوة أمام الجيش المصري، وهو ما يدفعنا للتفكير في الخطط المصرية والتحديات التي تواجهها في التعامل مع إثيوبيا.

مصر وإثيوبيا: صراع معقد

تواجه مصر تحدياً كبيراً في التعامل مع إثيوبيا. الإثيوبيون يدركون تماماً قوة الجيش المصري، ولكن لديهم ورقة ضغط قوية وهي "منبع النيل". هذا العامل يجعل مصر تفكر بعناية في كيفية إدارة علاقاتها مع إثيوبيا من أجل حماية مصالحها المائية ومستقبل الأجيال القادمة.

أبرز النقاط:

  1. مصر في الصومال: الجيش المصري متواجد في الصومال، ولكن ليس من أجل حرب مع إثيوبيا، بل لتعطيل مصالحها إن حاولت إثيوبيا تعطيل مصالح مصر.

  2. طموحات آبي أحمد: رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صرّح بأن إثيوبيا يجب أن تحصل على منفذ إلى البحر الأحمر، حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة.

  3. دور الإمارات: الإمارات لديها استثمارات ضخمة في إثيوبيا، وعلاقات قوية مع الحكومة الإثيوبية، ولكنها أيضاً حليف وثيق لمصر.

إثيوبيا ومصر، والمشهد الإقليمي: قراءة معمقة في الأزمة الراهنة

ما هو الوضع الحقيقي بين مصر وإثيوبيا؟ وهل هناك احتمالات لدخول البلدين في حرب؟ هذا السؤال يشغل الكثيرين الآن، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة. لفهم الصورة الكاملة، دعونا نستعرض التطورات الأخيرة والتفاعلات الجيوسياسية في المنطقة.

الوضع المتأزم في إثيوبيا

إثيوبيا تمر بوضع داخلي شديد الخطورة؛ حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين الجيش الوطني الإثيوبي وجماعات محلية. في الأيام الأخيرة، تم الإعلان عن مقتل 100 جندي من الجيش الإثيوبي. هذه الحادثة ليست نتيجة لصراع خارجي بل جاءت نتيجة اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وقوات الفانو، وهي جماعات انفصالية تنتمي إلى قومية الأمهرة، ثاني أكبر قومية في إثيوبيا.

قوات الفانو نجحت في فرض سيطرتها على مناطق عدة على الحدود السودانية الإثيوبية، ما جعل الجيش الإثيوبي يواجه تحديات كبيرة ليس فقط من الجماعات الانفصالية بل أيضًا من الداخل.

الدور المصري في الصومال

الجيش المصري يتواجد حاليًا في دولة الصومال على حدود إثيوبيا، لكن لا يعني ذلك أن مصر تستعد لخوض حرب مع إثيوبيا. بل إن التواجد المصري هناك يأتي ضمن ترتيبات إقليمية تهدف للحفاظ على الاستقرار وتأمين المصالح المصرية. من جهة أخرى، يواجه الجيش الإثيوبي تمردًا من جماعات داخلية، وهو ما تسبب في مقتل 100 جندي وفرار 300 آخرين، بالإضافة إلى أسر 80 جنديًا بيد قوات الفانو.

الصراع الداخلي في إثيوبيا

من أجل فهم المشهد الداخلي المعقد، يجب أن نرجع إلى الحرب التي دارت سابقًا بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير تجراي. في البداية، تحالفت قوات الفانو مع الجيش الإثيوبي ضد التجراي، ولكن بعد ذلك انقلبت الأمور عندما رفضت هذه الجماعات بعض السياسات التي تبنتها الحكومة المركزية. هذا التغير المستمر في التحالفات يعكس الطبيعة الهشة للنظام السياسي الإثيوبي، الذي يعتمد بشكل كبير على تحالفات داخلية متغيرة بين الحكومة المركزية والجماعات المسلحة.

تحركات رئيس الأركان الإثيوبي

في ظل هذه الاضطرابات، تحرك رئيس الأركان الإثيوبي برهان، ومعه نائبه، إلى المنطقة الشرقية من إثيوبيا على الحدود مع الصومال. هناك أقيمت احتفالات عسكرية كبيرة تضمنت استعراضًا للقوة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين رسالة موجهة إلى مصر، خاصة مع تصاعد الحديث عن وجود قوات مصرية في الصومال.

إثيوبيا وتركيا: تحالفات جديدة؟

الحكومة الإثيوبية تعيش في ظل تحديات كبيرة، ولكن هناك دور مهم تلعبه بعض الدول مثل تركيا والإمارات. تركيا تتمتع بعلاقات قوية مع إثيوبيا، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا قد تتدخل كوسيط بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد تحسن العلاقات المصرية التركية في الفترة الأخيرة.

أما الإمارات، فلديها استثمارات ضخمة في إثيوبيا، لكنها أيضًا تعتبر من أكبر الشركاء الاقتصاديين لمصر. ومع تزايد التعقيدات في المشهد السياسي والاقتصادي بالقرن الإفريقي، يبدو أن الإمارات تسعى لتحقيق توازن بين مصالحها في كل من مصر وإثيوبيا.

مصر وإثيوبيا: المصالح المشتركة والتحديات

على الرغم من التوترات، تبقى المصالح المشتركة بين مصر وإثيوبيا واضحة. فالنيل يربط البلدين بمصير واحد، ما يجعل من الضروري الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. الدولة المصرية تفكر دائمًا في الأجيال القادمة وتسعى إلى تجنب الدخول في صراع مباشر مع إثيوبيا، وهو ما جعلها تتحرك بحذر في المنطقة.

لكن مع استمرار تصاعد التوترات بسبب سد النهضة والتحديات الإقليمية، يصبح من الضروري على مصر وإثيوبيا الجلوس إلى طاولة المفاوضات لتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى نتائج كارثية لكلا البلدين.

تعليقات

عدد التعليقات : 0