الملك فاروق ومنجم السكري: الاحتفاظ بثروات مصر للأجيال القادمة

Wael hassan
المؤلف Wael hassan
تاريخ النشر
آخر تحديث

 الاحتفاظ بثروات مصر للأجيال القادمة

منجم السكري


في عام 1948، قرر الملك فاروق إغلاق منجم السكري للذهب، قائلاً: "هو حق الأجيال القادمة حتى ينعموا بخير أجدادهم، ويعلموا أننا لم نفرط في ثروات مصر."
كان هذا القرار نابعًا من رؤية طويلة الأمد للحفاظ على موارد البلاد، حيث كانت مصر في ذلك الوقت إحدى أكبر الدول ذات الغطاء النقدي من الذهب حتى عام 1953، متقدمة على بريطانيا، جنوب أفريقيا، ونيوزيلندا.

منجم السكري: أغلى جبل في مصر

منجم السكري هو جنة مصر الذهبية، حيث يُصنّف من بين أكبر عشرة مناجم في العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج.
يحتوي المنجم على أجود أنواع الذهب في العالم، حيث تتراوح درجة نقاء الذهب بين 89% و91%.
يقع منجم السكري في منطقة جبل السكري بالصحراء الشرقية، على بعد 30 كيلومترًا جنوب مرسى علم.
للمنجم تاريخ طويل، حيث يعود إلى العصر الفرعوني القديم، حيث استغله الفراعنة ثم الرومان، ثم لاحقًا استغله البريطانيون في العصر الحديث.



تاريخ حديث لمنجم السكري

في عام 2005، تم اكتشاف منجم السكري بشكل جديد، وتم تأسيس شركة السكري لمناجم الذهب، وبدأ العمل الفعلي في المنجم في عام 2009.
المنجم يعد من المشروعات المشتركة بين الهيئة العامة للثروة المعدنية المصرية وشركة سنتامين الأسترالية. تحصل مصر على 50% من أرباح المنجم، بالإضافة إلى 3% من صافي مبيعات الذهب.

احتياطيات منجم السكري

يُعد احتياطي منجم السكري من أكبر الاحتياطيات في العالم، حيث يتم استخراج حوالي 1300 مليون طن من الذهب على مدار عمر المنجم، وتبلغ قيمة الإنتاج حوالي 200 مليون دولار سنويًا حسب أسعار الذهب العالمية.
بحسب تقارير سنتامين، فقد أدت حملات الحفر المحسنة إلى زيادة قدرها 1.3 مليون أوقية في احتياطي الذهب بالمنجم.
في عام 2001، بلغت الاحتياطيات المثبتة للمنجم نحو 75 مليون دولار، بالإضافة إلى قرابة 21.6 مليون دولار كحق الدفاع. في نهاية العام، ارتفعت الاحتياطيات بنسبة 5% لتبلغ 6 ملايين أوقية، مما أدى إلى زيادة الاحتياطي الإجمالي للمنجم بنسبة 13% مقارنة ببيانات 2021، ليصل إلى 11.1 مليون أوقية.

استخراج الذهب في مصر

تحتوي مصر على حوالي 270 موقعًا معروفًا للذهب، تم استخراج الذهب من حوالي 120 منها قديمًا.
تتوزع هذه المواقع على أربعة قطاعات رئيسية، ويتم استخراج الذهب بطريقتين: الطريقة التقليدية القديمة، والطريقة الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة.

مستقبل استخراج الذهب في مصر

مع تطور التكنولوجيا وتزايد الطلب العالمي على الذهب، يبدو مستقبل استخراج الذهب في مصر واعدًا. تسعى الحكومة المصرية بالتعاون مع شركات عالمية إلى تطوير تقنيات حديثة لزيادة إنتاج الذهب وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
من المتوقع أن تستمر مصر في تعزيز مكانتها كأحد أبرز منتجي الذهب في العالم، خاصة في ظل وجود احتياطيات كبيرة غير مستغلة بعد في مواقع متعددة.
كما أن التوسع في عمليات الحفر وتحسين طرق الاستخراج سيسهم في زيادة الإنتاج الوطني من الذهب ويعزز الاقتصاد المحلي.

أهمية منجم السكري للاقتصاد المصري

يُعتبر منجم السكري جزءًا حيويًا من الاقتصاد المصري، حيث يوفر عائدات مالية ضخمة تُسهم في دعم ميزانية الدولة.
وبالإضافة إلى مساهمته في زيادة احتياطيات مصر من الذهب، يعمل المنجم على توفير فرص عمل لمئات العمال والفنيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الشركات المتعاقدة والموردين.
كما يُساهم في تحسين البنية التحتية للمنطقة المحيطة به، ما يجعل منجم السكري نموذجًا للتنمية الاقتصادية المستدامة.

الخلاصة

منجم السكري ليس مجرد مصدر للذهب، بل هو رمز لثروات مصر الطبيعية ورؤيتها المستقبلية للحفاظ على تلك الثروات للأجيال القادمة.
منذ قرار الملك فاروق في عام 1948 وحتى اليوم، يستمر منجم السكري في لعب دور حيوي في تعزيز الاقتصاد المصري والحفاظ على إرث البلاد الغني.
ومع استمرار التطور التكنولوجي واستكشاف المزيد من المواقع الذهبية، يبدو أن مصر ستكون على موعد مع مستقبل مزدهر في قطاع التعدين، يجلب الخير والازدهار للأجيال القادمة.

تعليقات

عدد التعليقات : 0